بوهران: الطب يقتحم عصر الذكاء والرقمنة في مواجهة داء السكري

في سياق التحولات الكبرى التي يشهدها القطاع الصحي عالمياً، احتضن المدرج البيداغوجي “محمد غربي” بالمركز الاستشفائي الجامعي بوهران، يوم الثلاثاء 11 نوفمبر 2025، يوماً علمياً تحت شعار “التكفل المتطور بداء السكري في عصر الابتكار والرقمنة”، بتنظيم من مصلحة الغدد الصماء ومرضى السكري (عيادة لاريبير).

لم يكن هذا الموعد الطبي مجرّد تظاهرة علمية روتينية، بل محطة فكرية ومهنية لتجديد الرؤية حول كيفية التعامل مع داء السكري كمرض مزمن يستدعي إدارة ذكية ومستدامة، قائمة على الرقمنة، والذكاء الاصطناعي، والتحليل المتواصل للبيانات الصحية.

استُهلّت الفعالية بكلمة للبروفيسور كرتي نزيم نيابة عن المدير العام للمركز، بحضور الأمينة العامة السيدة دحماني فاطمة الزهراء، وعدد من رؤساء المصالح والأساتذة والأطباء المقيمين. وشدّد المدير العام في كلمته على أنّ رهان المنظومة الصحية اليوم لم يعد ينحصر في التشخيص والعلاج، بل يتعداه إلى القدرة على تسخير التكنولوجيا لخدمة الإنسان وتحسين نوعية حياته، مبرزاً طموح المركز في أن يكون واجهة وطنية للتحول الرقمي في الممارسة الطبية.

وقدّم الأستاذ حسام بغوس، رئيس مصلحة الغدد الصماء ومرضى السكري، عرضًا مفصّلاً حول الوسائل الحديثة في المتابعة الطبية، من بينها أجهزة المراقبة المستمرة للغلوكوز والمنصات الرقمية للتواصل بين الطبيب والمريض، موضحاً أنّ الرقمنة أصبحت شريكاً أساسياً للطبيب في تحسين جودة التكفل وتحقيق وقاية فعالة.

وأثرت الجلسات العلمية بمداخلات نوعية لأطباء مختصين في الغدد الصماء والتغذية والطب العام، حيث استعرضوا أحدث التطورات في مجال التشخيص المبكر، والمراقبة الذكية للمرضى، والتطبيقات الرقمية في الحياة اليومية للمصابين، ضمن رؤية شاملة تُعيد الاعتبار للطب الوقائي والتكفل الشخصي.

ويمثل هذا اليوم العلمي خطوة متقدمة نحو تجديد الممارسة الطبية في الجزائر، وإرساء ثقافة صحية قائمة على الابتكار والبحث والتكوين المستمر. كما يجسّد التوجه الجديد للمركز الاستشفائي الجامعي بوهران في جعل الرقمنة ركيزة أساسية في تطوير الخدمات الطبية والتعليمية، في وقت أصبح فيه الطب الذكي واقعاً يفرض نفسه داخل المؤسسات الاستشفائية الجزائرية.

مريم عزون